Copyright © 2005 Ali Darwish. All Rights Reserved.

TRANSLATION MONITOR

Modern Arabic in the Media between Sustainability and Crystal Gazing: Haphazard Translation and Transfer of Knowledge and Idiom

Ali Darwish
15 November 2005

Abstract

This full-contact, satirical article further examines the problem of literal translation in the Arabic media and the phenomenon of wholesale borrowings from English that is introducing miscollocations, inappropriate metaphors and mistranslations. The article sharply criticizes the ignorant, asinine practices of Arabic media translators and editors and their stubborn adherence to the literal forms of English idiomatic expressions that distort the intended message and produce nonsensical expressions in Arabic.

 

Supported by statistics showing currency and frequency and real life examples, the article makes an incontestable case against literal translation that the majority of Arabic media translators, editors and journalists seem to have adopted in satellite television and the Internet. Numerous examples of hilariously stupid translations of idiomatic expressions and linguistic patterns, never explored anywhere else before, such as “suspected terrorists”, “lame duck”, “soft targets”, and “smoking gun”, and which seem to escape the brightest minds in the Arabic media, are poignantly analyzed in this article.  

 


 

العربية المعاصرة بين الاسـتدامة ونوستراداما:  
اعتباطية النقل والترجمة والاصطلاح في الصحافة والإعـلام
 

بقلم عـلي درويـش

أنّى وجهت وجهك في الإعلام العربي فإنك لا محالةَ مصادفٌ نماذجَ لغويةً وفكريةً تنضحُ بالحماقة والجهل والغباء. ولا غلو ولا مبالغة ولا إجحاف في هذا القول، ولا ظلم فيه ولا ادعاء. بل نسمي الأشياء بمسمياتها بلا مواربة أو مراوغة أو نفاق أو تملق. فهي نماذج لا يستطيع المرء تجنبها أو اجتنابها لتفشيها في جميع النواحي والمجالات وتأصلها في وجدان الجميع (وهذا ليس تعميماً)، كما نسردها ونفندها في هذه المقالات والبحوث والنشرات الاستشارية المجانية والمستقلة، التي ترصد ما ينتجه المثقفون والصحافيون والمترجمون المعنيون في الإعلام العربي (واللي ع راسه ريشة بحسس عليها، كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني). ولا تحتاج، كما يدعي بعضهم، إلى استفتاءات واستبانات ومسوح ميدانية وإحصاءات أكاديمية وعلمية، نحن أدرى بمصداقيتها وصحتها ومقاصدها وطرائق جمعها وتحليلها، حتى تنجليَ أمام أعيننا وتستبين. فما على هؤلاء الكرام سوى أن يتحققوا من ذلك الوباء اللغوي والفكري، إن كان عندهم من الوعي والمعرفة ما يكفي للوقوف على العلل والأمراض المتفشية، على صفحات الإنترنت وفي المواقع العربية المختلفة لوسائل الإعلام والصحافة والفضائيات والأرضيات وما بينها وما فوقها وما تحتها، والتي تنزلق على ألسنهم وتنساب من أفواههم كلعاب المجاذيب وريق المخابيل— وهذه ليست لهجةً خطابيةً رنانةً أو حماسيةً أو تهوراً أو انفعالاً، وغيرها من أوصاف اعتباطية يلقونها على عواهنها ورُسَيْلاتِها، وليست "لغة خشبية" كما يحلو القول لبعضهم دون أن يفقهوا معنى تلك الكلمات، بدليل استخدامهم لها بغير معانيها وفي غير مواضعها ، بل هي وصف دقيق يستند إلى معطيات واستدلالات لا يراها من فقد البصيرة واستُلبت مكامنُ فكره بقراءات مجتزأة لكتب وبحوث ومقالات من "خواجات" — ومَنْ يرَ الزبد يَخَلْه من لبن — حتى يتبين لهم مدى استشرائه وتغلغله وتأصله فـي عقولهم ونفوسهم، ويتضح لهم عمـق الجهــل الضارب فيهم، (to call a spade a spade and a half!)، وتظهر لهم نتائجُ مناهجهم التعليمية في مجال اللغة والترجمة والنقل والتعريب والصحافة والإعلام، وأثرُ المعلمين والمدربين في طلابهم، وغلالُ الغرس الصالح فيهم، وتتجلى القدوةُ الحسنةُ التي يقدمونها لهم حتى يخرجوا إلى العالم بنتاجهم المعرفي الذي لا يدل إلا على مستوياتهم الرفيعة وعلمهم الغزير وثقافتهم الكاملة وتمكنهم التام من المعرفة التي أحرزوها خلال دراساتهم، فإذا بهم يعيثون في العلم والمعرفة خرابًا وفي اللغة والمنطق فسادا. فتسمعهم يقولون بكل جهل وحماقة وصفاقة في خبر عاجل في نشرة أخبار طازجة، أشرف عليها رئيس التحرير الفذ:

هجوم على بلدة الغجر ومزارع شبعا في جنوب لبنان التي أبقى عليها الجيش الإسرائيلي بعد انسحابه من باقي مناطق الجنوب اللبناني عام ألفين.

فلا يعرفون بجهلهم المطبق بلغتهم أن التعبير (أبقى على) يعني (رَحِمَهُ وَشَفِقَ عَلَيْهِ ورَعَى حُرْمَتَهُ، وأَبقَاهُ عَلى قَيْدِ الحَيَاة. والحُرْمَةُ هي ما لا يحلّ انتهاكُه من عهد أو أمان أو كفالة أو حق أو نحو ذلك) ، فراحوا كالمجاذيب يستخدمونها بمعنى (احتفظ بالشيء). ويقولونها بكل ثقة وجرأة حتى نخال رأس حمار يظهر على شاشة التلفاز! فبينما يستعيرون حروف الجر من اللغات الأجنبية بإصرار وحماقة يخفقون في استعمال الاصطلاح العربي، فإذا بهم يصونون حرمة الجولة والأرقام والأسعار غير ذلك. بالمقابل، لو هم أخطأوا في تراكيب المصطلحات الإنجليزية وتلازمها وأوجه استعمالها لصاروا أضحوكة الضاحكين وسخرية الساخرين.

وأبقى عنان على جولته باستثناء المحطة الإيرانية، ويغادر نيويورك الأسبوع الحالي...

البنك المركزي الأوروبي أبقى على أسعار الفوائد الرسمية في أوروبا دون تغيير الأسبوع الماضي...

فهي حماقة تتمثل بشكل واضح وصريح في النقل الحرفي والاعتباطي والترجمة العشوائية للتعابير اليومية والمصطلحات المتخصصة في اللغة الإنجليزية تحديداً، والفرنسية بالدرجة الثانية، دون أن يصاب أحدهم بالحرج أو الخجل من تلك الاستعمالات الموبوءة والاستخدامات الموتورة التي يضيع فيها المصطلح ويتخبط فيها الاصطلاح وتتعثر فيها التعابير. تأملوا هذا التخبط في المثال الآتي:

...لكنه أبقى على الرهينة البريطاني حياً...

وقد يؤخذ علينا قسوةُ النقد وحِدّةُ الانتقاد وشدةُ التهكم في وصفنا لتلك الحالة المزرية التي آلت إليها اللغة العربية على أيدي النخب المثقفة و"زبدة الزبدة" و"قشدة القشدة" (كما يقولون هذه الأيام) في العالم العربي في القرن الحادي والعشرين، حتى لتجدنّ الواحد منهم وكأنه اشترى دماغاً جديداً بثمن بخس من سوق النخاسة اللغوية والفكرية. فلعل قسوة النقد وحدة الانتقاد وشدة التهكم قد تستحث الضمائر وتشحذ الهمم لدى الحريصين على التواصل الواضح والفعال، والغيورين على الحفاظ على لغتهم من عبث المترجمين ورعونة الناقلين، وأولئك الذين يعدون الأجيال للمستقبل، وليس لدى من يجترون الكلام اجترارا، ويكررون الألفاظ تكرارا، بلا فكر أو تفكير، وقد تعطلت أدمغتهم بسحر الاستلاب باللغات الأخرى، وقد صاروا في مواقع المسؤولية لسبب من الأسباب وحجة من الحجج ووسيلة من الوسائل، في زمن غلب عليه المحاباة والمحسوبيات والحظايا والعطايا، واقدح لي أضئ لك، فيخرقون سياسات مؤسساتهم الإعلامية من جهة، أو يتصرفون وكأنهم ملكوا ناصية العلم والمعرفة من جهة أُخرى، وينصبون أنفسهم مرجعيات في البحث والأصول والإشراف والتدريب في جامعات تلهث وراء كل غريب، وجل نتاجهم الفكري لا يتعدى ما كتبوه من قص ولصق، وما ترجموه (بشكل رديء في معظم الأحيان) وسرقوه من مصادر أخرى، في أطروحاتهم الجامعية، ولا يستطيعون تركيب جملة واحدة سليمة تستند إلى حجة أو منطق! ولعل الواقعة الحزينة الآتية تلخص لكم حالة التردي والتشرذم والاستهتار التي تصيب "صفوة الصفوة".

في أثناء جلسة من جلسات مؤتمر للتعاون العربي في مجال اللغة والترجمة في مطلع الثمانينيات، أمّه عباقرة العرب وعظماؤهم في اللغة والترجمة من الأقطار العربية كافة، وقف عالم جليل مسن من مجمع اللغة العربية بدمشق، مستأذناً الحاضرين بالخروج للعودة إلى بلده. وقبل أن يغادر الجمع الغفير تمنى عليهم بصوت خفيض أن يتجنوا استعمال (إثراء اللغة العربية) ذلك لأن لفظ (إثراء) هو لازم غير متعدٍ، (من أثرى الرجلُ إذا أصابه الثراء). بل وجب القول (إغناء اللغة العربية). فما أن خرج حتى عاد قوم هاجوجَ وماجوجَ إلى سابق عهدهم، يتسامرون ويتنادمون ويتبادلون بطاقاتهم التعريفية علّهم كعادتهم يحظون بوظيفة هنا أو هناك على أنغام العشائرية والقبلية والطائفية والمذهبية والقطرية والكنتونية والمحسوبية المتغلغلة والمتأصلة فيهم حتى أُسّهم وأسسهم، "واللُّقَم تُورثُ النِّقَم"، ويتلاحسون ويتدالسون ويتلاسنون المديح والثناء و"الإثراء" في الإطراء، و"عاريةُ الفَرْجِ وبَتٌّ مُطرّحُ"! ولم يلتفتوا إلى ما نبه إليه ذلك العالِم الجليل. بل أصروا إصرار الأحمق الجاهل والمنافق، ولا وصف لمن يكتشف الحقيقة وينام عليها سوى ذلك الوصف، على استخدام (إثراء). وتجدهم اليوم كغيرهم من إخوانهم الذين يعتمدون اعتماداً كاملاً على برامج معالجة النصوص في التحقق من الإملاء والألفاظ المختلفة في دور نشر كانت مرموقةً فضلت سبيلها في سباق الكسب المادي على حساب المستويات والمعايير والقيم، وغيرها من مرافق ومنشآت تسعى إلى الوصول إلى الحقيقة وإعلاء كلمة الحق. فإذا ما كتب أحدهم كلمة (إغناء) أظهرها برنامج الحاسوب بأنها خطأ، لأن مُعِدّ البرنامج كان أشدَّ حماقةً من مستخدمه. ففي غياب المعرفة اللغوية عند المثقفين أو من يدّعون العلم والمعرفة، فإن حالهم مما نراه ونسمعه ونقرأه كل يوم في الفضائيات والصحف والمجلات والإنترنت كحال حاطب الليل. وبين اعتباطية النقل وعشوائية الترجمة تبقى اللغة العربية المعاصرة بين كفاح الاستدامة وتنبؤات نوسترداما. (اضغط هنا للحصول على البقية)

 



 

للحصول على النسخة الكاملة اضغط هنا.

 

For the full Arabic text in pdf, click here.

 

 


Copyright © 2005 Ali Darwish.
All rights reserved. No part of the contents of this document may be copied, reproduced, or stored in any retrieval system, without the express permission of the author.

Please direct all comments on this page to Ali Darwish.

Back to Home Page