Copyright © 2007 ِAli Darwish. All Rights Reserved.

To display the latest updates, please clear your cache and refresh your browser.

Just remember where you have read it first!

Simulacra in Media and Censorship: Translation of Obscene Language in Arabic Satellite Television

Ali Darwish
22 June 2007

Abstract

Simulacrum is defined as an unreal or vague image or representation with a slight, unreal, or superficial likeness or semblance to an original. In the epitome of mindless imitation of western media practices and substandards, Arabic satellite television has recently adopted the same trite and backward bleeping censorship techniques to block obscene or crude language in imported English language programs, where in trash TV shows such as Jerry Springer, the censor's bleep is used with such annoying frequency that renders the program unwatchable. This article takes a look at these techniques at the so-called transnational Arabic satellite television and examines the hypocritical, double-standard and prudish editorial policies that allow explicit graphic materials of victims of war, soft-porn representation of women in the media and plastic surgery-enhanced media women as part of their push for "reform" in the Arab world, and subtitled or dubbed trashy children programs that teach infidelity and dissolute behaviour among married men and women in particular, while censor foreign language obscenities. This article also examines the contrast created by the subtitling of bleeped English language obscenities and the effects of such uneasy coexistence on the viewers and argues that such censorship techniques have the opposite effect, especially in the presence of equally offensive subtitles.          


المواغدة في الإعلام والرقابة:
ترجمة الألفاظ البذيئة في الفضائيات العربية

بقلم علي درويش

20 حزيران يونيو 2007

المواغدة هي أن تفعل فعل صاحبك وتجاريه.

بينما كنا نشاهد برنامجًا عن الفكاهة العرمكية في أميركا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر التي غيرت العالم والتاريخ كله بل التأريخ والتقويم والرزنامة والنتيجة والإمساكية، فصار تاريخ البشرية يبدأ من ذاك التاريخ من العام 2001 من عمر الرب الأميركي، لا من ميلاد المسيح عليه السلام، ولا من هجرة الرسول الأعظم (ص)، فالعالم لم يعد كما كان، كما تذكرنا تلك الفضائية الذهبية بين الفينة والأخرى، التفت إليّ فتى عربي استرالي صغير لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، يتعلم اللغة العربية بكل حب وشغف، سائلاً، وهو يقرأ الترجمة العربية المنصصة ويسمع صفارة الرقابة (لا صافرتها، لأن الصافر هو اللص والمرء والطير الذي لا يصيد)، تحجب الكلام الإنجليزي كلما تفوه أحد المهرجين العرمكيين بنكتة فيها كلام "بذيء" أو "فاحش" أو "ساقط"، على طريقة شركات الإعلام الغربية، مراعاةً لمشاعر المشاهدين وحسهم المرهف وذوقهم الرفيع وتهذيبهم وتشذيبهم وأخلاقهم الحميدة وآدابهم الفاضلة، وحمايةً لنفسياتهم الهشة ونفوسهم المريضة: ما معنى وغد؟ وقبل أن أتمكن من الإجابة عن سؤاله، بادرني بسؤال آخر: وما معنى سافلة؟ فما كدت أفتح فمي حتى انهال علي بسؤال آخر: وما معنى يا ابن العاهرة؟

فجلست أتأمل في أسئلته وأنا اسمع صفارة الرقيب الأحمق وهي تملأ الغرفة في الربع الأول من المساء فقلت له: يا ابن الذين... أحبهم (بالإذن من رولا سعد)

- What do you call a man who is despicable and wicked?

فأجابني بلا تردد بنبرة مرتفعة النهاية على طريقة الأطفال الأستراليين والمذيعات العرب اللائي ينغمن أصواتهن الراقصة في غير مواضعها، فيرفعن مثلاً (اثنان) ويخفضن (عشرون) في (قُتل اثنان وعشرون شخصًا في انفجار)، فكأن الاثنين من رحم الست الذهبي أما العشرون فقد خرجوا من رحم الجارية التنك، فلا يُكترث لهم:

- bastard!ä

 - And what do you call a woman who sleeps around?

- A slut!ä

ثم هز برأسه قليلاً والتمعت عيناه وقد تمكن من الجمع بين اللفظين الإنجليزيين واللفظين العربيين. ثم سكت برهة وقال:

- I see! Okay. Cool!

ثم تابعنا الدرس ومازالت أسئلته تدور في رأسي، فرحت أسأل نفسي: لماذا تحجب تلك الفضائية العربية الألفاظ السوقية الإنجليزية المسموعة ولا تحجب الترجمة العربية؟ وهل الألفاظ العربية أخف وقعًا على سامعها من الألفاظ الإنجليزية؟ وهل كلمة وغد أو عاهرة أو سافلة أقل بذاءة وفحشًا في دماغ متلقيها من (bastard) و (bitch) و (slut) وترسم صورة مختلفة في ذهنه؟ أم أن العرب المعاصرين قد ألفوا تلك الألفاظ الإنجليزية التي ما فتئوا يسمعونها في الأفلام الأميركية التي لا تخجل من استعمالها تمثيلاً للواقع والحياة (بعد ما كانت إعادة تمثيل)، وصارت أقرب إلى وجدانهم وعقولهم من الألفاظ العربية حتى باتت تُحدِث في نفوسهم المريضة الضعيفة المنافقة المراوغة الوقعَ ذاته فيشنفون آذانهم الكبيرة الصماء ويشرأبون برؤوسهم الخانعة الذليلة؟ أم أن فن المواغدة قد أضحى في تلك الفضائية الفريدة وغيرها من الفضائيات العربية العاهرة السافرة أمرًا أساسًا في ممارساتها وتصرفاتها، وصار التقليد في القشور جوهر كيانها وبنيانها، فإذا بنا لا نشاهد برنامجًا عربيًا بل جيري سبرنغر وما شابهه من برامج ساقطة لاقطة تعكس الجانب المنحط من واقع المجتمع الأميركي؟ ومن شابه أباه الخواجة، لا أبا لك، ما ظلم.

ولا شك أن حماية مجتمعات فطرية تسمع اللعن والسباب والشتائم في اليوم ألف مرة بينما يفتك بعضها ببعض بأساليب ووجوه متعددة ومختلفة أمر ضروري لا لحماية الكبار والشيوخ والكهول والمخضرمين فحسب بل الصغار والناشئة الذين يعلّمون أصحاب اللغة كيف يشتمون ويسبون ويلعنون، في عالم يشجب ويستنكر ويدين ويندد، فنسي أو تناسى أن تلك الألفاظ هي أيضًا ضَربٌ من السب واللعن والشتم. فشَجَب الرجل يشجُب شجبًا وشُجُوبًا في الأصل هَلَكَ وحَزِنَ، وهو من الأغلاط الشائعة بمعنى استنكر، واستنكر من نكر الأمر والرجل وغير ذلك جهله ولم يعرفه وعابه وقبحه، ودانَ الرجل يدُون دَوْنًا صار دُونًا أي خسيسًا، ودَانَ يَدِينُ فلانًا (متعدٍ) أخضعه وأذله، وندد فند وأظهر عيوبه ومقابحه – ثم يوهمون أنفسهم بأدبهم الرفيع فيطلبون من المتصلين والمحاورين رجاءً لا نريد التجريح بأحد. ولم يدروا أن معنى (التجريح) هو (رد الشهادة والطعن بها) من الفعل (جَرّح يجَرّحُ تجريحًا) وأن ما يريدون قوله هو (الجَرْحُ) من الفعل (جَرَحَ يَجْرَحُ جَرْحًا) فلانًا بلسانه (عابه وتنقّصه وسبه وشتمه)، بالمعنى المجازي، وأن جرَّحهُ تجريحًا بمعنى جَرَحَهُ مشُدد للدلالة على الكثرة، وفي رد الشهادة تفنيد عيوبها وتفصيلها، لذا قالوا (تجريح) على الكثرة والمبالغة والتفصيل. ولم يقلْ المتصل أو المحاور إلا كلمة (أحمق)، فأين الكثرة والمبالغة والتفنيد، أم أنهم يلقون الكلام على عواهنه وينصبون أنفسهم حماة للأخلاق والآداب؟

إلى ما هنالك من ألفاظ مشابهة تغلّف الغائط بالمائط. فكأن الدعاءَ بالهلاكِ والإخضاع والإذلال والتقبيح أخفُّ وألطفُ من الألفاظ المباشرة. فإذا قلت (أنا أندد بفلان) فليس هذا كقولك (فلان أحمق أو جحش أو بغل أو تيس أو حمار) فاستعرت تلك الصفات له فأهنت الحمار والحيوانات جميعا. ومثلها أخواتها الإنجليزية (condemn) و(denounce) و(castigate) وغيرها مــن ألفاظ كثيرة تدور في الفلك نفســـه وتضع حاجزًا واقيًا بين الشتيمة وصورتها. ولنـــا فيها بحث آخر. فـ (condemn) أصلها (con + damn) بمعنى (يحيق اللعن)، أي أنها لعنة شاملة تحيق بمن تنزل عليه وتحيط به. أما (denounce) فأصلها الجهر باللعن. وأما (castigate) فأصلها التطهير بالتوبيخ. والتوبيخ في اللغة هو اللوم والعذل والتأنيب والتهديد. فعلام الخجل أيها المهذبون؟

ولكن بالله عليكم ماذا تسمون من يقول (أهلاً بكم إلى نشرة الأخبار) و(يقفز إلى النتائج) و(تحت الظروف) و(بكل الأطياف) و(تجسير الهوة) و(مرة واحدة وإلى الأبد) و(رفاهية الوقت) و(ردود الأفعال) وغير ذلك من استلاب ونقل حرفي؟ أينشتاين؟ لمن يعجز دماغه عن فهم العلاقة المنطقية بين الفعل ورد الفعل، إليكم هذا الرسم التوضيحي، أيها العباقرة!

 

ولعل الخلط واللبس في ترجمتهم المعيبة للفظ (reactions)، أي ردود الأفعال بدلا من ردود الفعل، ونحن هنا نجهد في إيجاد أسباب وجيهة لهم، سببهما عبقريتهم الفذة في الخلط بين مفهوم التفاعل والقانون الثالث لنيـــوتن (لكل فعل رد فعل مساوٍ ومقابلٌ له)، في الاتجاه المعاكس، أو (every action has an equal and opposite reaction) وتوجهاتهم العلمية الفريدة في فهم هذه العلاقة الفيزيائية، فظنوا أن كل رد محصور في فعل واحد، فتوهموا ردود الأفعال. على أية حال:

نددنا وشجبنا صمتَ المجتمعِ الدوليْ
أحرقنا في الأرضِ العجلاتْ!
ورفعنا في الجو الراياتْ،
وهتفنا في الدنيا كالرعد الدامي ...
هل عاد إلينا من بين الأمواتِ من مات؟
نددنا وشجبنا صمتَ المجتمع الدوليْ
وتظاهرنا كالموجِ الهادرِ في الطرقات
ومشينا خلفَ مسيراتْ
هل عاد إلينا من بين الأموات من مات؟
نددنا وشجبنا صمت المجتمع الدولي
واستصدرنا في الأمنِ قراراتْ!
وتوهمنا أن الدنيا للأصوات الصاخبة
فصرخنا في الناس شعاراتْ
هل عاد إلينا من بين الأموات من مات؟

ثم بالله عليكم ما قصّة الـ (جي) اللعينة عندهم؟ فهاهم يطلقون النعوت (العربجي) و(القومجي) و(الإسلمجي) تحقيرًا ومهانة وشتمًا، ولا يستشعرون أنها أداة للتحقير والإهانة، ولا يحتج عليها أحد لا في الإعلام المهذبجي ولا في السياسة الطاهرتجية. ولكنهم يقفون على زنابيرهم ويزبئرّون ازبئرارًا عندما يسمعون كلمة أحمق أو غبي، لأن ذلك بالفعل يذكرهم بحماقتهم وغبائهم وسخفهم المتأصل فيهم، كذاك المذيع الفظ الذي يطل علينا إطلالة الموت فلا يصبح ولا يمسي ولا يسلم، حتى لا يقول (أهلا إلى) أو (أهلاً في)، فنفسه الأبية والمغرورة تأبى الإقرار والاعتراف والتسليم بما هو سليم وصحيح وحق! وأنف في السماء وأست في الماء، كما يقول المثل العربي القديم. فيحضرني فيه قول الشاعر:


وبلدةٍ ليس بها أنيسُ        إلا اليعافيرُ وإلا العيسُ

هؤلاء هم الأمناء على خزائن اللغة والأدب وسدنةُ المعرفة والتراث والأوصياء على مستقبل الأمة والأجيال القادمة. بل هم الذين ينقلون إلينا الحقيقة. ثم يبكون ويتباكون ويلطمون خدودهم ويضربون جنوبهم وجنائبهم. فكيف لنا أن نصدقهم ونحن نستشف افتقارهم للأمانة الأدبية والعلمية؟ ومن يكذب في الصغيرة يكذب في الكبيرة. ومن يرائي في أمر يرائي في أمور أخرى. تلك هي سمة المنافقين.

 

ولكن لعل هذا الاستنكار أسلوب غير حضاري، كما يكثر في أحاديثهم ومجادلاتهم وسفسفاتهم وسفسطاتهم. ولا يعرفون في الواقع من أين تؤتى الحضارة ومن أي باب يدخلونها، ولكنهم يرددون كالببغاوات الحمقاء: أسلوب حضاري! أسلوب حضاري! أنت قوة ظلامية! أنت حركة إنقلابية! أنت علمنجي! من الطارق؟  @#$%^&&جي!

وبينما ينشغل الإعلاميون في فرض الرقابة على الأصوات المسموعة....

اضغط هنا للحصول على البقية

Click here for a PDF version (in Arabic)

 

 


Copyright © 2007 Ali Darwish.
All rights reserved. No part of the contents of this document may be copied, reproduced, or stored in any retrieval system, without the express permission of the author.

Please direct all comments on this page to Ali Darwish.

Back to Home Page