1 حزيران /يونيو 2007

الأمم العظيمة (بما فيها إعلامها) تكرم أبطالها وزعماءها في حياتهم وفي مماتهم. بل يصبحون رموزًا لا يمكن النيل منها كما تنال تلك الفضائية المأجورة من الرموز العربية. أما إعلامنا الكريم فهو إعلام مريض نفسيًا، يحمل جعبة من العقد النفسية تحتاج إلى فريق طبي متخصص كبير وسنوات وعقود لحلها وعلاجها. وفي فضائية يتنازعها تياران واضحان يحملان ويغلان الحقد ويضمران السوء ويبيتان مخططات تهدف إلى تغيير الواقع وتشويه الحقائق وإعادة صياغة التاريخ يصبح العهر السياسي والسلوك الصبياني أمرًا واحدًا.       

لقد قال لهم جمال عبد الناصر: "ارفع رأسك يا أخي!"، ولكنهم أبوا إلا أن تبقى رؤوسهم بين النعال وأعناقهم في الأغلال فقد تعودوا الذل والمسكنة والهوان والخنوع والاستسلام والاستزلام. ولقد دخل العرب وإعلامهم التاريخ الحديث في تصريح العصر "نحن ما حذرناهم بل نبهناهم"!  ورحم الشاعر حين قال (بتصرف):

أهنتني فأهنتَ نفسَك صاغرًا      يا من يهون عليه ذل المنزل

لا جدال في أن للإعلام العربي الحديث الحر والمهني سطوةً ونفوذًا وتأثيرًا يفوق بها جميع الوسائل الأخرى. فإذا ما ركب القائمون عليه أنوفهم البنية اللون (لمن يعرف الأصل الإنجليزية للتعبير) إصرارًا على الحماقة والغباء، واجتمع الجهل فيهم، فلا طائل لأحد ولا أمل ولا رجاء في إصلاحِ أمر أو تقويم اعوجاج. ولكن...