Copyright © 2006 ِAli Darwish. All Rights Reserved.

Voice Translation between Acting and Communication in Arabic Satellite Television


Ali Darwish

21 June 2006

Click here for a full PDF version

Abstract

It is claimed that Arabic satellite television networks have set the translation and interpreting standards for other media networks worldwide. This unsubstantiated claim includes subtitling, voiceover and dubbing. This paper examines these translation techniques at Arabic media networks and argues to the contrary. It distinguishes two main models that are being confused with one another, highlights weaknesses in the current practices at these networks and suggests ways to remedy the situation.        


الترجمة الصوتية بين التمثيل والتوصيل
في الفضائيات العربية

بقلم

علي درويش

21 حزيران / يونيو 2006

توطئة

مع اقتراب الفضائيات العربية من سن الرشد هذا العام، يُلاحَظُ أن بعضها قد طرأ عليه تغيرات وتطورات كثيرة من حيث التقنياتُ والأداءُ والمحتوى واللغةُ في بعض مناحيه. وإحدى هذه التطورات اللافتة للنظر والسمع والبصر تختص بالترجمة الصوتية للمقابلات المسجلة والأفلام الوثائقية والأشرطة الدعائية والتصريحات الرسمية وما إليها. وما يسترعي الانتباه هنا أن تلك الفضائياتِ الحديثةَ العهدِ والخبرةِ قد أبرزت عيوبًا وخِلالاً فاضحة لا في عملياتها ومعاييرها التقنية والمهنية فحسب، بل سلطت الضوء على عيوب مؤسسات إعلامية أجنبية غربية عريقة وأخرى أقل عراقة وأصالة في مجالات كثيرة وكشفت عجزاً ونقصاً وضعفاً خطيراً في الترجمة على الصُعُدِ المحلية والإقليمية الجهوية[1] والدولية. ومن الطريف في معرض الحديث أن نسمع بعض المتخصصين العرب المنبهرين في مجالات أخرى في العالم العربي، لاسيما في الصحافة المتخصصة، أن المعايير الدولية للترجمة لم يجر إتباعها في التحقيق في قضية من القضايا ومسألة من المسائل. فيضحك المرء خفية وجهارا لهذا التعليق الساذَج الذي ينم عن جهل بمستويات الأداء لا في الترجمة فحسب، بل في نواحٍ كثيرةٍ أخرى من النشاط الإنساني العام في الغرب، فيُصْبَغُ الغَربُ دائمًا بصفةِ الرّب الكامل المُنَزه عن الخطأ والمَعْصوم عن الخطيئة، وبذلك تتسع درجات الذل والاستلاب. وفي أمة كانت بدايتها عبادة الأصنام فثابت إلى رشدها ثم آبت إلى سابق عهدها من الجهل والأمية، يصبح تأليه البشر وعبادة الأصنام المتحركة والمركبة بمادة السليكون واللدائن وقطع الغيار محورَ الحياة اليومية والشغل الشاغل لجمهرة كبيرة من النخب المنتخبة والمخربة ومن عامة الناس، سواء أكان ذلك في المجالات السياسية أم المجالات المهنية والإعلامية والترفيهية، وما إليها، لا سميا فيما يتعلق بكل ما هو أجنبي أو مؤجنَب. والعرب أشد الناس معرفة بذلك حتى قالوا في بعض أقاليمهم "بضاعُ الغريب أحلى"، ففاقوا بني البشر في الذّل والتزلف والسجود. ورحم الشاعر حين قال:

خَلَّفتَ خَلْفًا وَلَم تَدَعْ خَلَفًا[2]               ليتَ بِهم كان لا بَكَ التَّلَفُ

ذلك أنه وفي ما يعنينا في سياق الموضوع لا توجد معايير دولية متفق عليها بالنسبة إلى الترجمة، لا في المجال القانوني ولا في المجال الإعلامي ولا في غيرهما، وَجُلُّ ما يُمَارَسُ في تلك المجالات هو بالفطرة والسليقة والاستقراء المهني حسبما تمليه الظروف والبيئة والحدث. فرغم النشاط الحثيث في الثلث الأخير من القرن المنصرم في مجال الأبحاث المتعلقة بالترجمة ونظرياتها وتطبيقاتها ومعاييرها ومقاييسها، فما يزال العالم الغربي والعالم الشرقي وما يسقط بينهما في بالوعة "الشرق الأوسط الكبير" يفتقر إلى معايير واضحة ومحددة ومقيسة ومتفق عليها بين المحترفين، ومازال الجهل يسيطر على معظم العاملين والقيمين في معظم الميادين والدواوين، وما انفك المشتغلون والمحترفون والقيّمون يتخبطون في تطوير مناهج وطرائق وأساليب وأنماط للعمل والتصرف والأداء والإنتاج، فيما يوصف في معظمه بأنه تجربة وخطأ لا يستند إلى منهجيات متكاملة، سرعان ما تتغير بتغير المسؤولين والمشرفين على تلك المشاريع الواهية في أغلب الأحيان. ولا تختلف الممارسات في هذا الصدد بين ما يسمى بالدول المتقدمة والدول المتخلفة أو النامية والمستنمية. فالكل سواء في الممارسات والأداء، وما الاختلاف سوى في طريقة العرض والتعبير والحنكة في ضبط العواطف والفصال المهني[3]

ولا شك أن الإعلام العربي الفضائي بشكل خاص والجاد منه تحديداً قد أحدث ثورة في مجالات كثيرة دعت المؤسسات الغربية إلى إعادة النظر في أدائها ومعاييرها، ومنها موضوع هذا المقال، أعني الترجمة الصوتية وتفرعاتها ومشتقاتها. وما يثير الدهشة أن باحثَا من الباحثين ولاهثا من اللاهثين الغربيين يزعم بأن العالم كله أضحى يعتمد المعايير التي تعتمدها تلك الفضائيات العربية. فإذا كان هذا الزعم المضحك صحيحاً فتلك هي الطامة الكبرى والكارثة الفظيعة، والدليل القاطع في الوقت نفسه على تخلف المستويات وتخبطها في ما يسمى بالعالم الغربي وفي العالم أجمع. فتبني العالم معايير يشوبها الخلل ويعتريها الضعف وتسودها الفوضى أمر يدل على افتقار الجميع إلى الوعي بالممارسات الفضلى والمعايير المثلى والإجراءات السليمة التي تكفل جودة النتاج والأداء، رغم المزاعم والتهافت والإدعاء.  

وما يلفت النظر هنا، بالنسبة إلى الترجمة الصوتية في الإعلام العربي الفضائي والإعلام عامة، نمطان مختلفان هما التمثيل والتوصيل الصوتيان: اضغط هنا للحصول على النسخة الكاملة.


 


[1]  يمتاز المغرب العربي باستخدام اللفظ (جهوي) من (جهة) مقابل (regional) بينما ينتشر اللفظ (إقليمي) في المشرق العربي.

[2]   لمن يريد التعمق، ميزت العربية بين (الخَلْف) الطالح باللام المسكنة و(الخَلَف) الصالح باللام المفتوحة.

[3]  الفصال المهني هو ما يعرف في الإنجليزية بـ (professional detachment).

 

 


Copyright © 2006 Ali Darwish.
All rights reserved. No part of the contents of this document may be copied, reproduced, or stored in any retrieval system, without the express permission of the author.

Please direct all comments on this page to Ali Darwish.

Back to Home Page